Translate

السبت، 16 فبراير 2013

الأسير الفلسطيني سامر العيساوي : «لن أنتظر شاليطاً آخر لأنال حريتي

* الدستور - قسم الشؤون الفلسطينية



معركة يقودها الأسرى الفلسطينيون في سجون إسرائيل ‏من خلال امتناعهم عن تناول الطعام في إضراب عن الطعام عام ومفتوح الأجل، حيث يمارسون فيها سياسة الضغط على إدارة السجون من أجل تحقيق مطالبهم.

وقد بدأت « معركة الأمعاء الخاوية « من داخل سجون الاحتلال الإسرائيلية بتاريخ 17-ابريل/نيسان-2012 حيث امتنع 1600 أسير فلسطيني عن تناول وجبات الطعام لذلك اليوم وأعادوها إلى إدارة السجون في خطوة أطلقوا عليها « معركة الأمعاء الخاوية « التي فضلوا فيها الجوع على الخضوع لسياسات وأفعال وصفوها بالتعسفية، باتت إدارات السجون الإسرائيلية تتخذها بحقهم.[1] وبذلك أعلن الأسرى بداية الإضراب المفتوح الذي سيطبقونه للضغط على السياسة اتي تتبعها ادارات السجون الإسرائيلية، وشمل بذلك الإضراب ,الامتناع عن تناول الطعام والشراب عدا الماء حتى تتحقق كافة المطالب، التي طبّق من أجلها الإضراب، ويعد هذا الإضراب الاضخم من نوعه في سجون الاحتلال الإسرائيلية.



لقد دخل الأسير المقدسي العيساوي المضرب عن الطعام لليوم الـ 202 على التوالي التاريخ كصاحب أطول إضراب مفتوح عن الطعام، ومازال متواصلاً. وقالت عائلة الأسير العيساوي إن ابنهم أصبح كومة عظام ويتهدده الموت في أية لحظة، مشددين على أن «إرادته تواصل قهر السجان حتى نيل مطالبه وحقه بالحرية».

وفي هذا الشأن؛ قالت وزارة إعلام الضفة الغربية، في بيان لها «إن استمرار اعتقال العيساوي تنفيذاَ لحكم إعدام على دفعات، في دولة احتلال تدعي احترامها للقوانين الدولية وتتفاخر بعدم تطبيقها لهذا النوع من الأحكام».

وأكدت الوزارة أن الاحتلال يتحمل كامل المسؤولية عن حياة العيساوي، مطالبة مجالس حقوق الإنسان الأممية ومجلس الأمن الدولي والأطر الحقوقية إلى التوقف عن الصمت المتواصل منذ أكثر من مائتي يوم، مشددة أن الوقت قد حان لقيام تلك المؤسسات بواجبها وإنقاذ حياة الأسير العيساوي. الأسير سامر العيساوي يواصل أطول إضراب مفتوح عن الطعام في التاريخ



«لن أنتظر شاليطاً آخر لأنال حريتي، بموجب صفقة لا يحترم بنودها المحتل، سأنتزعها بالإضراب عن الطعام».. الاسير سامر من مركز تحقيق المسكوبية



هذه هي كلمات الأسير الفلسطينيي سامر العيساوي التي تحدى بها سجانيه. العيساوي هو أحد الأسرى المحررين الذين تم الإفراج عنهم ضمن صفقة التبادل مع الجندي الاسرائيلي (جلعاد شاليط) في الثامن عشر من تشرين الثاني من العام 2011، كان سامر أعتقل في نيسان عام 2004 وكان يقضي حكما بالسجن لمدة 30 عاما، انهى من هذه المده 10 اعوام الى ان افرج عنه ضمن الصفقة.

لم يسلم سامر من مضايقات جنود الاحتلال حتى بعد الافراج عنه، حيث تفيد اخته شيرين: «كان خلال الشهر يتم ايقافه أكثر من مرة خلال تنقله داخل القدس، ويتم احتجازه لساعات قد تصل إلى 10 في مراكز الشرطة والتحقيق».

يعتبر الاسير سامر العيساوي اول اسير مقدسي يتم اعتقاله من الاسرى الذين تم اطلاق سراحهم ضمن صفقة التبادل مع الجندي الاسرائيلي شاليط، الا ان قوات الاحتلال قامت باعتقال 5 اسرى محررين من سكان الضفة الغربية المحتلة كان قد تم الافراج عنهم ضمن صفقة التبادل، وتطالب هؤلاء الاسرى بإنهاء محكومياتهم السابقة، بحجة وجود معلومات ادارية سرية، وفي هذا خرق واضح للمعايير والقوانين الدولية والإنسانية، وعدم احترام للصفقة التي تمت بوساطة مصرية.

تم اعتقال سامر اثناء اجتيازه لحاجز عسكري احتلالي يسمى «حاجز جبع» - يقع شمال شرق مدينة القدس المحتلة- في السابع من تموز 2012، حيث تم انزال سامر من السيارة التي كانت تقله اثناء عودته من مدينة رام الله، ونقل إلى مركز تحقيق المكسوبية فمكث هناك 28 يوما كان خلالها يتعرض للتحقيق المستمر والذي كان يتواصل لمدة 22 ساعة يوميا يحرم خلالها من النوم او الراحة. ولمدة 23 يوما في المسكوبية كان سامر ممنوعا من لقاء المحامي، بهدف ممارسة الضغط عليه اثناء التحقيق، ولعزله عن العالم الخارجي.



التهم الموجهة ضده والوضع القانوني

قدمت لسامر لائحة اتهام يحاكم ضمنها في محكمة الصلح بالقدس، جاء من اهم بنودها خرق بنود إطلاق سراحه المشروط ودخول مناطق الضفة الغربية.

كما وتعقد له محاكم في محكمة عوفر العسكرية أمام لجنة عسكرية تدعى (لجنة شاليط)، والتي اتخذت قرارا بأن يستكمل سامر ما تبقى له من سنوات في حكمه السابق أي ما يقارب 20 عاما، وذلك بناء على إدعاء اللجنة بوجود شبهات ضده استنادا لمعلومات استخباراتية سرية، لا يسمح للأسير سامر ولا لمحاميه الاطلاع عليها.

وقد أعلن أعلن سامر العيساوي اضرابه عن الطعام في الاول من آب 2012 احتجاجا على اعادة اعتقاله والمطالبة بإعادة محاكمته بناء على ملف سري لا يسمح له بالدفاع عن نفسه. هذه العوامل دفعت سامر لخوض الاضراب عن الطعام بشكليه الجزئي والمفتوح للمطالبة بإطلاق سراحه، كون الاضراب عن الطعام هو السلاح الوحيد امامه لنيل حريته.

ينتمي سامر الى عائلة مقدسية مكونة من 6 اخوة واختين بالإضافة للام والأب، علماً أن أخويه هما الشهيد فادي العيساوي الذي استشهد عام 1994 في مجزرة الحرم الابراهيمي، والأسير مدحت العيساوي، الذي قضى 19 عاما من حياته داخل الاسر. كذلك اخته المحامية شيرين العيساوي التي اعتقلت لمدة سنة كاملة عام 2010.



الأسير العيساوي تحول إلى هيكل عظمي
أفاد محامي وزارة شؤون الأسرى والمحررين فادي عبيدات أن الاسير سامر طارق العيساوي المضرب عن الطعام منذ أكثر من سبع شهور تحول إلى أشبه بهيكل عظمي مكسو بالجلد ووضعه الصحي في تدهور مستمر.

وقال عبيدات الذي زار الاسير العيساوي في مستشفى الرملة أن الاسير العيساوي يعاني من تعب شديد وعدم القدرة على الحركة نتيجة التعب الشديد وعدم قدرة عضلات جسمه على حمله، وأيضا يعاني من آلام في الرجلين والرأس والصدر وأصبح النبض عنده منخفضا، ولا يستطيع النوم إلا على المسكنات.

وقال المحامي أن شعر سامر بدا يتساقط، ويعاني من وخزات في القلب ويعاني من آلام في الرقبة حتى أسفل العمود الفقري وآلام بالكلى.

وقال العيساوي للمحامي أن هناك محاولات التضييق على الأسرى المضربين من خلال تركيب ألواح زجاجية على باب الزنزانة مما يحول دون تواصله مع سائر الأسرى المضربين إضافة إلى سياسة التفتيش المستمرة وإجراء العدد المتكرر بهدف إرهاقه نفسيا.

وقال العيساوي انه مستمر في إضرابه حتى تحقيق مطالبه أو الشهادة، رافضا الأساس القانوني لاعتقاله بناء على ما يسمى ملفات سرية، وان احتجازه دون أية اتهامات هو احتجاز غير قانوني وانتهاك لحقوقه وحقوق الأسرى المحررين الذين أفرج عنهم في صفقة شاليط.

ووجه العيساوي تحيته إلى الشعب الفلسطيني بكافة فئاته وقواه على مساندة معركة الأسرى المضربين معتبرا أن وقوف الشعب الفلسطيني معه يعطيه أكبر قوة في الصمود والمواجهة.



ما بين الافراج والاعتقال

سامر انسان يحب الحياة وحسب الحديث مع عائلته بأنه متفائل جدا، كان يؤسس لمشروع اقتصادي خاص به واخذ الموافقة على منحه قرض مالي شخصي لبناء هذا المشروع، وكان يخطط للارتباط وتأسيس حياة عائلية جديدة، ولكن لم يمهله الاحتلال كثيرا لتحقيق هذه الاهداف، فاعتقله وحرمه من الاستقرار في حياته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق